الجمعة 27 يونيو 2025 10:04 مـ 1 محرّم 1447 هـ
مصر نيوز 24
رئيس التحرير محمد سليمان
×

المحميات الطبيعية بالبحر الأحمر تنتهي من تنفيذ برنامج رصد وتتبع سلوكيات «القروش» بالأقمار الصناعية

الجمعة 27 يونيو 2025 07:03 مـ 1 محرّم 1447 هـ
محميات البحر الأحمر تنتهي من تنفيذ برنامج رصد وتتبع سلوكيات «القروش» بالأقمار الصناعية
محميات البحر الأحمر تنتهي من تنفيذ برنامج رصد وتتبع سلوكيات «القروش» بالأقمار الصناعية

انتهت محميات البحر الأحمر بالتنسيق مع غرفة سياحة الغوص وجمعية المحافظة على البيئة «هيبكا» من تنفيذ البرنامج الوطني لرصد وتتبع تحركات وسلوكيات عدد من الأنواع المستهدفة من أسماك القرش، بهدف الحد من هجماتها على البشر، وذلك بعد أسبوع من العمل الميداني المكثف جنوب البحر الأحمر، تضمن تنفيذ برنامج علمي دقيق باستخدام أجهزة مرتبطة بالأقمار الصناعية، في خطوة تُعد الأولى من نوعها في المنطقة، وتهدف إلى حماية التنوع البيولوجي وضمان سلامة الزوار والسائحين.

ويأتي هذا المشروع العلمي تحت إشراف وزارة البيئة ومحميات البحر الأحمر، وبمشاركة باحثين مصريين وخبير دولي فرنسي متخصص في تتبع الكائنات البحرية. وقد أعلنت محميات البحر الأحمر الانتهاء من تثبيت 5 أجهزة تتبع بالأقمار الصناعية على عدد من أسماك القرش المستهدفة.

وأكد الدكتور محمود حنفي، المستشار العلمي لمحافظة البحر الأحمر، أن الأجهزة المثبتة ستوفر بيانات دقيقة حول تحركات القروش وسلوكها وأنماط هجرتها وتفاعلها مع البيئة البحرية، مشيرًا إلى أن الفريق البحثي تمكن من إعادة القروش إلى بيئتها الطبيعية فور الانتهاء من عملية التثبيت.

وأضاف حنفي في تصريحات خاصة أن الفريق العلمي تمكن من جمع عينات من 10 قروش لفحص الحامض النووي DNA وتحليل الصفات الوراثية والبيولوجية الدقيقة، بهدف تحليل التنوع الجيني وتحديد مدى تأثر السلالات المحلية بالعوامل البيئية والبشرية، في ظل تزايد النشاط السياحي والضغط على مواقع الغوص الشهيرة.

ويُعد برنامج تتبع القروش بالأقمار الصناعية إحدى الركائز الجديدة في سياسات الحماية البحرية، إذ يهدف إلى بناء قاعدة بيانات موثوقة تُستخدم في تعزيز التوعية والتدريب لمشغلي الغوص والسائحين، ووضع ضوابط دقيقة لمواقع الظهور المتكرر للقروش، بما يسهم في تقليل المخاطر وتعظيم الاستفادة البيئية والسياحية في آنٍ واحد، وقد تم توفير بيئة هادئة وآمنة لتنفيذ البرنامج البحثي دون أي تدخل أو إزعاج، وهو ما قابله مشغلو الغوص بتعاون كبير وتقدير لأهمية الأهداف العلمية والأمنية للبرنامج.

وأكد القائمون على البرنامج أن استخدام التقنيات الفضائية في تتبع القروش سيحدث نقلة نوعية في فهم هذا الكائن البحري المعقد، وتطوير آليات للتعايش الآمن معه، سواء في السياحة أو في الأبحاث العلمية طويلة الأجل، وأن البرنامج يأتي ضمن الجهود الوطنية لرصد سلوكيات أسماك القرش وتحليل تحركاتها وتوزيعها الجغرافي من خلال تركيب أجهزة تتبع ورصد على ظهورها، بما يعزز من حماية هذا النوع البيولوجي الهام، ويساهم في الحفاظ على توازن النظم البيئية البحرية الفريدة بالمنطقة، ويحد من الهجمات على البشر.

يأتي تنفيذ هذا البرنامج في وقت تشهد فيه السواحل المصرية إقبالًا متزايدًا من السائحين ومحترفي الغوص، ما يستلزم المزيد من الإجراءات الوقائية والإدارية لتحقيق التوازن بين النشاط السياحي والحفاظ على الكائنات البحرية والبيئة الطبيعية.

وشارك في تنفيذ البرنامج فريق علمي مصري متخصص، يضم الدكتور محمود حنفي المستشار العلمي لمحافظة البحر الأحمر، والدكتور محمد سالم رئيس جهاز حماية الطبيعة والمحميات السابق والدكتور تامر كمال مدير إدارة التنوع البيولوجي بوزارة البيئة، والدكتور أحمد غلاب مدير عام محميات البحر الأحمر، وعدد من باحثي الوزارة، إلى جانب مشاركة ميدانية من البروفيسور الفرنسي إيريك كلوى، أحد أبرز علماء البيئة السلوكية البحرية على مستوى العالم، وأستاذ النظم البيئية البحرية الاستوائية، والذي يملك خبرات طويلة في رصد وتفسير سلوك أسماك القرش في البيئات الحساسة.

وشملت مناطق تنفيذ البرنامج شواطئ البحر الأحمر وجزر الأخوين والفستون، ومواقع الغوص التي تشهد تواجدًا موسميًا لأسماك القرش جنوب البحر الأحمر.

وأكد الدكتور محمود حنفي أن البرنامج يتم تنفيذه على مدار ستة أيام بطول شواطئ البحر الأحمر والجزر البحرية، من خلال تركيب عدد من أجهزة الرصد والتتبع على ثلاثة أنواع من أسماك القرش تمثل الأنواع الأكثر خطورة في المنطقة، وهي «تايجر» و«ماكو» و«أوشينك»، وهي الأنواع التي تقف خلف جميع الهجمات المسجلة سابقًا على البشر في مصر.

وأشار إلى أن هذه الأجهزة المتصلة بالأقمار الصناعية تقدم معلومات دقيقة عن كل حركة وسلوكيات للأسماك المستهدفة، ويتم تثبيت الأجهزة على ظهر السمكة ثم إطلاقها في البحر مجددًا، فيما يتم تدريب الباحثين المتخصصين من محميات البحر الأحمر على تنفيذ البرنامج وتحليل البيانات.

وأضاف أن البرنامج يشمل تدريبات عملية ميدانية لفريق من الباحثين المصريين الشباب، بهدف بناء قدراتهم العلمية والعملية في استخدام أجهزة الرصد الحديثة في تتبع أسماك القرش، وتطوير مهاراتهم في تحليل وتفسير البيانات البيئية، خاصة فيما يتعلق بالكائنات البحرية الكبرى مثل القروش.

وأوضح حنفي أن هذا البرنامج يعكس التزام مصر بتطبيق أفضل الممارسات البيئية المعتمدة عالميًا، في ظل التحديات التي تواجه الشعاب المرجانية والكائنات البحرية بالبحر الأحمر، وأن البيانات التي سيتم جمعها ستُستخدم لوضع خرائط دقيقة للمناطق الحيوية لأسماك القرش، وتحديد أهم موائلها الطبيعية، بما يدعم خطط الحماية على المدى الطويل.

ويستهدف البرنامج التعرف على سلوكيات الأنواع المستهدفة وأسباب تغير تلك السلوكيات على مدار الفصول المختلفة، وتقييم حالة أعداد وتنوع أحجام أسماك القرش، وتحديد معامل الخطورة، والإجراءات الاحترازية المطلوبة خلال المواسم السياحية، بالإضافة إلى تحديد الجنس والفحص الظاهري للقروش.

وتابع حنفي أن هذه الإجراءات تهدف إلى جعل الغوص أكثر أمانًا مع أسماك القرش، وتجنب ظهورها بالقرب من شواطئ القرى السياحية، مع استمرار التوعية بعدم ممارسة أي سلوكيات قد تجذب القروش أو الأسماك المفترسة الأخرى، مما قد يُعرّض حياة ممارسي الغوص والسنوركلينج للخطر.

وأكد أن تركيب أجهزة تتبع لأسماك القرش سيجعل الغوص أكثر أمانًا، ويقلل من احتمالات المفاجآت غير المحسوبة، ويعزز مكانة البحر الأحمر كمقصد دولي آمن ومستدام للسياحة البيئية والغوص.

موضوعات متعلقة