استئناف رحلات الغوص في جزر ”الأخوين” بعد تثبيت أجهزة تتبع فضائية لأسماك القرش بالبحر الأحمر

عادت رحلات الغوص إلى طبيعتها في منطقة جزر "الأخوين" جنوب البحر الأحمر الاربعاء بعد توقف استمر ليوم واحد فقط بدلا من يومين ، خصصته الجهات المختصة لتنفيذ برنامج علمي دقيق لرصد وتتبع أسماك القرش باستخدام أجهزة مرتبطة بالأقمار الصناعية، في خطوة تُعد الأولى من نوعها في المنطقة، وتهدف إلى حماية التنوع البيولوجي وضمان سلامة الزوار من هجمات اسماك القرش
وأعلنت محميات البحر الأحمر استئناف النشاط السياحي والغوص في "الأخوين"، بعد انتهاء فريق علمي متخصص ويُعد برنامج تتبع القروش بالأقمار الصناعية إحدى الركائز الجديدة في سياسات الحماية البحرية، إذ يهدف إلى بناء قاعدة بيانات موثوقة تُستخدم في تعزيز التوعية والتدريب لمشغلي الغوص والسائحين، ووضع ضوابط دقيقة لمواقع الظهور المتكرر للقروش، بما يسهم في تقليل المخاطر وتعظيم الاستفادة البيئية والسياحية في آنٍ واحد.
وكانت مراكز الغوص العاملة في المنطقة قد تلقت إخطارًا رسميًا من محميات البحر الأحمر بتعليق الرحلات ليوم واحد، حرصًا على توفير بيئة هادئة وآمنة لتنفيذ البرنامج البحثي دون أي تدخل أو إزعاج، وهو ما قابله مشغلو الغوص بتعاون وتقدير لأهمية الأهداف العلمية والأمنية للبرنامج.
وتُعد جزر "الأخوين" من أشهر مواقع الغوص في العالم، لما تتميز به من تنوع بيولوجي مذهل ووفرة في الشعاب المرجانية والأسماك المفترسة النادرة، وعلى رأسها أنواع متعددة من أسماك القرش، ما يجعلها نقطة جذب لعشاق المغامرة ومحبي الحياة البحرية من مختلف دول العالم.
ويأمل القائمون على البرنامج في أن يُحدث استخدام التقنيات الفضائية في تتبع القروش نقلة نوعية في فهم هذا الكائن البحري المعقد، وتطوير آليات للتعايش الآمن معه، سواء في السياحة أو في الأبحاث العلمية طويلة الأجل هذه التجربة الجديدة في "الأخوين" لا تمثل فقط تطورًا في أدوات الحمايةقدم أيضًا نموذجًا ناجحًا للتوازن بين السياحة والبحث العلمي، وتؤكد أن السياحة المسؤولة تبدأ من احترام الكائنات البحرية، وفهمها، وليس الخوف منها.
ويأتي البرنامج في إطار استئناف الجهود الوطنية لرصد سلوكيات أسماك القرش وتحليل تحركاتها وتوزيعها الجغرافي من خلال تركيب عدد من اجهزة التتبع والرصد علي ظهور اسماك القرش،، بما يعزز من حماية هذا النوع البيولوجي الهام، ويساهم في الحفاظ على توازن النظم البيئية البحرية الفريدة بالمنطقة ويحد من هجمات اسماك القرش علي البشر ويأتي هذا المشروع في وقت تشهد فيه السواحل المصرية إقبالًا متزايدًا من السائحين ومحترفي الغوص، ما يستلزم المزيد من الإجراءات الوقائية والإدارية التي تحقق التوازن بين النشاط السياحي والحفاظ على الكائنات البحرية والبيئة الطبيعية.
ويُنفذ البرنامج من خلال فريق مصري متخصص، يضم باحثين بينهم الدكتور محمود حنفي المستشار العلمي لمحافظة البحر الأحمر والدكتور تامر كمال مدير عام إدارة التنوع البيولوجي بوزارة البيئة والدكتور احمد غلاب مدير عام محميات البحر الاحمر وعدد من باحثي وزارة البيئة ومحميات البحر الأحمر وهيبكا، وبمشاركة ميدانية من البروفيسور الفرنسي إيريك كلوى، أحد أبرز علماء البيئة السلوكية البحرية على مستوى العالم، وأستاذ النظم البيئية البحرية الاستوائية، والذي يملك خبرات طويلة في رصد وتفسير سلوك أسماك القرش في البيئات البحرية الحساس ويشمل مناطق تنفيذ البرنامج شواطئ البحر الاحمر وجزر الأخوين والفستون ومناطق تواجد أسماك القرش بمناطق الغوص جنوب البحر الأحمر
واكد الدكتور محمود حنفي أستاذ البيئة البحرية والمستشار العلمي لمحافظة البحر الأحمر وجمعية المحافظة علي بيئة البحر الأحمر ان البرنامج يتم تنفيذه بطول شواطئ البحر الاحمر وشواطئ الجزر البحرية لمدة ٦ ايام من خلال تركيب عدد من أجهزة الرصد والتتبع علي ثلاثة أنواع من أسماك القرش من خلال صيدها واعادتها مرة اخري للمياه بعد تركيب الجهاز بهدف جمع بيانات تفصيلية ودقيقة حول عدد من أنواع أسماك القرش التي تعيش في البحر الأحمر، مع تحليل أنماط الهجرة، وسلوك التغذية، وتغيرات الحركة الموسمية، والتفاعل مع الأنشطة البشرية، بهدف صياغة استراتيجيات مستدامة لإدارة موارد البيئة البحرية وحماية التنوع البيولوجي ويستهدف البرنامج ٣ انواع من قروش البحر الاحمر لوضعها تحت المراقبة والرصد بالاقمار الصناعية وهي الانواع الاشد خطرا ومهاحمة للبشر ومن المقرر دراسة وتتبع حركة 3 أنوع من القروش هي “تايجر” و”ماكو” و”أوشينك” لأن جميع الهجمات المسجلة السابقة على البشر في مصر كان وراءها الأنواع الثلاثة، الأشرس بالبحر الأحمر وتعتبر هذة الاجهزة متصلة بالأقمار الصناعية، لتقديم معلومات دقيقة عن كل حركة وسلوكيات للأسماك المستهدفة ويتم تثبيت الأجهزة بها ثم إطلاقها في البحر مرة أخرى ويتم تدريب الباحثين المتخصصين من محميات البحر الاحمر الذين سينفذون البرنامج
وأضاف حنفي في تصريحات خاصة بالمصري اليوم أن البرنامج يشمل تنفيذ تدريبات عملية ميدانية لفريق من الباحثين المصريين الشباب، بهدف بناء قدراتهم العلمية والعملية في استخدام أجهزة الرصد الحديثة في تتبع اسماك القرش وتطوير مهاراتهم في تحليل وتفسير البيانات البيئية، خاصة فيما يتعلق بالكائنات البحرية الكبرى مثل أسماك القرش.
واضح حنفي أن هذا البرنامج يعكس التزام مصر بتطبيق أفضل الممارسات البيئية المعتمدة عالميًا، في ظل التحديات البيئية التي تواجه الشعاب المرجانية والكائنات البحرية بالبحر الأحمر، و أن البيانات التي سيتم جمعها ستُستخدم لوضع خرائط دقيقة للمناطق الحيوية لأسماك القرش، وتحديد أهم موائلها الطبيعية، بما يدعم خطط الحماية الفعالة على المدى الطويل و تعزيز السياحة المسؤولة من خلال الحفاظ على النظم البيئية وتطبيق أدوات الرصد والمراقبة البيئية المتقدمة ،وذلك بغرض التعرف على سلوكيات الأنواع المستهدفة وأسباب تغير تلك السلوكيات على مدار مختلف الفصول ، وتقييم لحالة أعداد وتنوع أحجام أسماك القروش وكذلك تحديد معامل الخطورة والإجراءات الاحترازية المطلوبة خلال هذه الفترة من العام، بالإضافة إلى تحديد الجنس والفحص الظاهري للقروش
وتابع حنفي كما تستهدف هذة الاجراءات جعل الغوص أكثر أمناً مع أسماك القرش وتجنب ظهور القروش بالقرب من شواطئ القري السياحية، بجانب استمرار التوعية بتجنب أية ممارسات من شأنها اجتذاب أسماك القرش أو أية أسماك أخرى قد تؤدي لتعريض حياة ممارسي الغوص و«السنوركلينج» للخطر، وأن هذه الخطوة بتركيب أجهزة تتبع لأسماك القرش سيحعل الغوص أكثر أمناً مع أسماك القرش وتجنب ظهور القروش بالقرب من شواطئ القري السياحية، بجانب استمرار التوعية بتجنب أية ممارسات من شأنها اجتذاب أسماك القرش أو أية أسماك أخرى قد تؤدي لتعريض حياة ممارسي الغوص و«السنوركلينج» للخطر،