• الرئيسية
• البيئة والغوص

في قلب البحر الأحمر، وعلى بعد 65 كيلومترًا شرق مدينة القصير، تقع جزر الإخوين، الجوهرة البحرية الصخرية التي تحولت إلى أحد أهم مواقع الغوص في العالم، وأشهرها على الإطلاق لمغامرات الغوص مع القروش، بما تحويه من تنوّع بيولوجي نادر، وتكوينات مرجانية خلابة، ومياه عميقة متدرجة تجعل من التجربة هناك مغامرة لا تُنسى حسب وصف المجلات والمنظمات الدولية للغوص لهذة المنطقة واعماقها

واكد الدكتور ابو الحجاج نصر الدين الخبير الجيولوجؤ والبيئي ان جزر الإخوين هما جزيرتين صغيرتين منعزلتين، يحيط بهما شعاب مرجانية مبهرة من جميع الجهات، وتتميّزان بتكوين صخري فريد وإطلالة بانورامية على البحر المفتوح ورغم صغر مساحة الجزيرتين، إلا أن الأعماق المحيطة بهما تمثل عالمًا كاملًا من الحياة البحرية النادرة، حيث تنحدر بسرعة إلى أعماق تتراوح ما بين 800 إلى 1000 متر، ما يوفّر بيئة مثالية لتجمّع أسماك القرش وأسماك الأعماق الكبيرة وتُعد مياه جزر الإخوين أهم موائل القروش في البحر الأحمر، وتحديدًا أنواعًا مثل قرش المطرقة (Hammerhead Shark)، والقرش ذو الزعنفة السوداء (Blacktip Shark)، والمانتا الأطلسي (Giant Manta Ray)، وهي كائنات بحرية عملاقة تجذب محبي المغامرة من مختلف دول العالم لخوض تجربة الغوص بجوارهاوتقع الجزر عند الإحداثيات: 26.314542°N، 34.843497°E، وتُعد زيارة الموقع تجربة استثنائية للمحترفين فقط، إذ تتطلب مهارات غوص متقدمة نظرًا لقوة التيارات البحرية وعمق الموقع. وتُفرض عليها قواعد صارمة للحفاظ على سلامة السائحين والكائنات البحرية معًا

واكد اشرف صالح صاحب مركز غوص بالغردقة ان عشرات الرحلات البحرية تنطلق من مرسى سفاجا والغردقة، متجهة إلى موقع الإخوين، ضمن رحلات السفاري البحرية الطويلة التي تستغرق عدة أيام، ويشارك فيها غواصون محترفون من جنسيات متعددة، يبيتون على متن اليخوت في عرض البحر، ويخوضون تجارب غوص تصل إلى 3 أو 4 مرات يوميًا.وتُجسّد جزر الإخوين مثالًا رائعًا على السياحة البيئية المتخصصة، التي توازن بين المغامرة والحماية، وتمنح الغواصين فرصة العمر للغوص وسط القروش في مشهد لا يشبهه شيء آخر في العالم وتعتبر رحلات الغوص في الإخوين جزءًا من سياحة السفاري البحرية الفاخرة، التي تعتمد على قضاء عدة أيام في البحر داخل يخوت مجهزة بكل وسائل الراحة، ويتضمن البرنامج أنشطة غوص، ورصد كائنات بحرية، وورش عمل للتصوير تحت الماء وتستقطب هذه الرحلات سياحًا من ألمانيا، فرنسا، إنجلترا، روسيا، والدول الاسكندنافية، وتعد رافدًا مهمًا للاقتصاد المحلي، كما تساهم في دعم أنشطة السياحة المستدامة.

يقول بدوي عبدالله مدرب غوص معتمد في الغردقة، إن الإخوين تعتبر من أكثر البيئات البحرية حساسية وأهمية علميًا، حيث تحتوي على أنواع مهددة بالانقراض من القروش، وتكوّنات مرجانية فريدة لا تزال تحتفظ بحيويتها رغم تغيرات المناخ ويضيف أن أي خطأ بشري، مثل رمي المخلفات أو تكرار الرسو في نفس النقطة دون استخدام «الشمندورات»، قد يُعرض هذه البيئة للتدهور. لذلك تُعد جزر الإخوين ضمن قائمة المواقع المحمية بيئيًا وتخضع لمراقبة دقيقة من قبل الجهات البيئية والبحرية

وخلال هذة الرحلات يقدم مرشدو الغوص النصائح والتعليمات الخاصة بالغوص مع اسماك القرش حتي يتم تجنب اي هجوم منهم ليكون الغوص الامن مع اسماك القرش باتباع نصائح وارشادات للغواصين و بتجنب اي ممارسات من شأنها اجتذاب أسماك القرش او أي أسماك أخرى قد تؤدي لتعريض حياة ممارسي الغوص، للخطر واهمها الابتعاد عن الممارسات الخاطئة والوعي بطبيعة المنطقة التي يتم الغوص بها والالتزام بالاعتبارات الفنية واعتبارات وتعليمات السلامة والأمان السابق إعدادها بمعرفة غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية بشأن أسماك القرش مع الالتزام بإجراءات وضوابط السلامة والأمان المتعارف عليها

وعلى الجزيرة الكبرى من الإخوين، لا تزال منارة بحرية تاريخية تقف منذ بنائها عام 1883 على يد البريطانيين. يبلغ ارتفاع الفنار 31 مترًا، وهو ما يزال يعمل حتى اليوم، مزودًا بعدسة «فرينل» الأصلية، ويصدر وميضًا أبيض كل 5 ثوانٍ يمكن رؤيته من مسافة 20 ميلًا بحريًا.ويُسمح للزوار في بعض الرحلات بصعود الفنار، ما يمنحهم فرصة نادرة لمشاهدة البحر الأحمر من أعلى نقطة في الجزيرة.