تتسبب في الازعاج والضوضاء والتزاحم المروري ”مرسي علم” المدينة السياحية الشهيرة تشكو تكدس الشاحنات وسيارات النقل الثقيل بشوارعها ظاهرة تهدد أرواح السكان وتشوّه المظهر السياحي وتعطل الحياة اليومية

تشهد مدينة مرسى علم السياحية الشهيرة التي تعد الوجهة السياحية الثانية بعد الغردفة بمحافظة البحر الأحمر أزمة متفاقمة بسبب التكدس الكبير للشاحنات المحملة بالبضائع وسيارات النقل الثقيل في الشوارع الرئيسية والفرعية وحتى داخل المناطق السكنية، ما تسبب في حالة من الاستياء والغضب والازعاج بين المواطنين والزعئرين الاجانب ، وأثار مخاوف جدية على حياة السكان، خصوصًا الأطفال وكبار السن، وسط مطالب عاجلة بتدخل الأجهزة المختصة لإيقاف هذه الظاهرة التي باتت تهدد أمن وسلامة المدينة، وتعطل حركة المرور، وتشوّه الوجه الحضاري والسياحي للمنطقة.
وأكد عدد من الأهالي في اتصالهم مع المصري اليوم أن المدينة، التي من المفترض أن تتميز بالهدوء والنظام كونها إحدى الوجهات السياحية البارزة على ساحل البحر الأحمر، باتت تعاني من اختناقات مرورية متكررة بسبب دخول الشاحنات الضخمة وسيارات النقل الثقيل إلى قلب المدينة والأحياء السكنية بشكل عشوائي، ودون أية ضوابط أو تنظيم مروري. وأوضح السكان أن هذه المركبات تتحرك داخل الشوارع الضيقة وتقوم بعمليات تحميل وتفريغ وسط الأحياء والمناطق المأهولة، ما يعرض المارة لخطر الدهس، خاصة في ظل السرعة الزائدة وعدم التزام كثير من السائقين بقواعد السلامة المرورية.
وأشار المواطنون إلى أن حركة الشاحنات الكثيفة تسببت في أضرار جسيمة بالشوارع والبنية التحتية، إذ تظهر الحفر والتشققات بشكل متزايد على الأسفلت بسبب الأحمال الثقيلة، فضلًا عن الأعطال المتكررة وغياب أعمدة الإنارة في بعض المناطق نتيجة الاصطدامات. وقال السكان إن أصوات المحركات العالية والانبعاثات الناتجة عن عوادم الشاحنات تزيد من معاناتهم اليومية، وتحرمهم من النوم والراحة، خصوصًا في ساعات الليل، وهو ما يؤثر سلبًا على الحالة النفسية والصحية للكثير من الأسر، مشددين على أن هذه الظاهرة تجاوزت مجرد الإزعاج لتصبح خطرًا بيئيًا وصحيًا.
وطالب الأهالي بسرعة تحرك الجهات المسؤولة، وعلى رأسها مجلس مدينة مرسى علم وإدارة المرور، بإصدار قرارات حاسمة تمنع مرور الشاحنات الثقيلة داخل المدينة في أوقات النهار، وتحديد مسارات بديلة لها خارج الكتلة السكنية، إلى جانب تخصيص ساحات تحميل وتفريغ وانتظار في أطراف المدينة. كما دعوا إلى إنشاء مواقف مخصصة للشاحنات خارج المناطق السياحية والمأهولة بالسكان، وتفعيل الرقابة الميدانية الصارمة وتحرير المخالفات بحق السائقين غير الملتزمين.
وأوضح محمد السعيد من العاملين القطاع السياحي من أهالي مرسي علم أن استمرار دخول الشاحنات الثقيلة إلى المدينة يشوه الصورة السياحية لمرسى علم، التي يفترض أن تكون مثالًا للهدوء والجمال الطبيعي، مشيرًا إلى أن العديد من السائحين اشتكوا من الضوضاء والتلوث المروري، وهو ما يؤثر على انطباعهم العام ويهدد بتراجع الحركة السياحية مستقبلاً.
وحذر الاهالي من أن استمرار تجاهل هذه المشكلة قد يؤدي إلى وقوع حوادث مروعة، خاصة في ظل غياب عناصر المرور في كثير من التقاطعات والشوارع الداخلية، مطالبين بسرعة إعداد خطة مرورية شاملة تتضمن إعادة تنظيم حركة النقل الثقيل داخل المدينة، بما يحفظ سلامة الأهالي ويحترم الطابع السياحي للمدينة










