يقدمون للضيوف تجربة لا تُنسى وتبدأ بطعم اللقمة وتنتهي بابتسامة الرضا ويعملون من ٨ الي ١٢ ساعة يوميا ”الشيفات” بفنادق الغردقة.. مملكة الطهي ومهندسو النكهات

وراء كل وجبة شهية يتذوقها النزلاء بفنادق الغردقة الفاخرة، هناك فريق كامل من الشيفات المحترفين يقف على قدم وساق، يتقدمهم "الشيف" أو كبير الطهاة، قائد المطبخ وصانع الإبداع. ومع تعدد المطابخ والجنسيات والنكهات، برز الشيف كأحد أهم أعمدة النجاح في القطاع الفندقي بالبحر الأحمر.
ففي الفنادق والقري السياحية المتنوعة في الغردقة،حيث تتلاقى حضارات الطهي وتتنوع أذواق السياح، من مختلف الجنسيات يقف الشيف كعنصر محوري في نجاح أي منشأة فندقية. فخلف كل طبق شهي يتذوقه نزيل في بوفيه أو عشاء خاص، هناك فريق عمل من الطهاة يقوده الشيف العمومي، المسؤول الأول عن تقديم تجربة مذاق لا تُنسى. تبدأ منظومة العمل داخل المطبخ الفندقي بتقسيم الأدوار حسب التخصصات والمستويات، ولكل شيف مهام واضحة ودقيقة.
وفي النهاية، يُعتبر الشيف العمومي وقائد فريق الطهاة من الأعمدة الأساسية في أي فندق، ليس فقط كمقدم للطعام، بل كمسؤول عن رضا النزلاء، وعن جودة التجربة السياحية ككل. الغردقة، التي تستقبل ملايين السياح سنويًا، تملك اليوم نخبة من أمهر الشيفات الذين يرفعون اسمها في عالم الطهي والفندقة، ويقفون يوميًا على نار الإبداع ليكتبوا قصة نجاح جديدة كل يوم داخل كل مطبخ
علي ناجي شيف عمومي باحدي القري السياحية سمالوط الغردقة أكد ان الشيف العمومي أو ما يعرف بالـ Executive Chef هو المدير الأعلى للمطبخ، لا يقتصر دوره على الطهي وإنما يمتد لوضع قوائم الطعام والتنسيق مع إدارة الفندق والإشراف على الميزانية ومراقبة الجودة والإبداع في تقديم أطباق تليق بالضيوف من مختلف الجنسيات. يليه الشيف التنفيذي المساعد أو الـ Sous Chef، والذي يتولى الإشراف اليومي على سير العمل داخل الأقسام المختلفة، ويغطي غياب الشيف العمومي عند الضرورة، ويتابع تنفيذ خطة العمل وضمان انسيابية التحضيرات والتقديم.
واوضح ناجي ان التخصصات تنقسم إلى أقسام دقيقة، منها قسم المطبخ الساخن الذي يتولى إعداد الأطباق الرئيسية من لحوم ودواجن وأسماك وأرز، ويقوده شيف يمتلك خبرة في التعامل مع درجات الحرارة العالية والتنظيم تحت ضغط، خاصة في مواسم الذروة. هناك أيضًا الشيف الشرقي، المتخصص في الأكلات المحلية مثل المشويات والطواجن والمحاشي، ويتميز بالحفاظ على النكهات التقليدية وتقديم أطباق تعكس ثقافة المطبخ المصري والعربي. وفي المقابل، يبرز شيف الحلويات أو Pastry Chef، المسؤول عن إعداد جميع أنواع الحلويات الغربية والشرقية من تورتات وكيكات وبسبوسة وكنافة، ويعمل بدقة وفنية عالية لصنع أطباق ختامية تبهر النزلاء.أما شيف البارد أو قسم المقبلات والسلطات، فيتخصص في تحضير الأطباق الباردة، والسلطات، والمقبلات، وغالبًا ما يكون مسؤولًا عن تزيين البوفيه بشكل جذاب بصريًا. كما يوجد شيف المخبوزات أو الـ Bakery Chef، الذي يبدأ يومه قبل الجميع لتحضير الخبز الطازج بجميع أنواعه مثل الفينو، التوست، الكرواسون، والعيش البلدي الذي يعد عنصرًا أساسيًا على مائدة الإفطار والغداء.
واكد الشيف احمد جابر شيف عمومي باحدي القري السياحية بالغردقة ان العمل داخل مطابخ فنادق الغردقة يعتمد على نظام ترتيبي واضح، يبدأ من مساعد الشيف أو Commis Chef، الذي يتلقى التدريب ويؤدي المهام البسيطة، ثم يتدرج إلى Demi Chef de Partie، وصولًا إلى Chef de Partie الذي يقود قسمًا معينًا بإشراف مباشر. التنسيق والتناغم بين الفريق أمر أساسي لنجاح الخدمة، ويعتمد على الجدية والانضباط وسرعة الاستجابة للطلبات.واهم ما يميز مطابخ الغردقة هو التنوع في الجنسيات والخبرات، حيث يعمل الطاهي المصري إلى جانب الإيطالي والفرنسي والمغربي والآسيوي، ما يخلق بيئة طهي عالمية تقدم وجبات تُرضي أذواق السياح من مختلف دول العالم. وتحرص إدارات الفنادق الكبرى على تطوير مهارات الشيفات من خلال دورات تدريبية وورش عمل داخلية وخارجية، مع تشجيع المشاركة في مسابقات الطهي والمهرجانات السياحية.
واكد محمد عباس الشيف العمومي باحدي القري السياحية ان يوم عمل الشيف يبدأ من الصباح الباكر، فيتحضر لإعداد قائمة اليوم وتوزيع المهام، ويتعامل مع الضغوط العالية خاصة في فترات الإشغال الكامل، ورغم صعوبة المهنة والوقوف الطويل داخل المطبخ وارتفاع درجات الحرارة، إلا أن حب المهنة والابتكار يدفعان الشيف للاستمرار في الإبداع، وتقديم الأفضل. بعض الشيفات تحوّلوا إلى نجوم على وسائل التواصل الاجتماعي، ينشرون وصفاتهم ويشاركون الجمهور لحظات من داخل المطبخ، ما زاد من شهرتهم وجذب الانتباه لمهاراتهم.
ورغم أن النزلاء لا يرون تفاصيل ما يحدث خلف كواليس المطبخ، إلا أن الطهاة هم من يصنعون الانطباع الأول والأخير، من الإفطار إلى العشاء. نجاح تجربة الإقامة الفندقية يعتمد بدرجة كبيرة على جودة الطعام، والشيف هو من يتحكم في تلك التجربة، يزرع رضا النزيل من أول لقمة، ويصنع الفارق بين فندق عادي وآخر مميز.
وحول أنواع الشيفات داخل الفنادق اكد شعبان المغربي مدير الاغذية والمشروبات بأ حد الفنادق الكبري بالغردق نقسم فريق الطهاة بالفنادق الكبرى إلى عدة مستويات وتخصصات، على رأسها الشيف العمومي (Executive Chef) هو المدير الأعلى للمطبخ، ويُشرف على جميع أقسام الطهي داخل الفندق. لا يعمل بيده كثيرًا لكنه مسؤول عن وضع قوائم الطعام بالتنسيق مع إدارة الفندق.الإشراف على جودة الطهي وتقديم الأطباق.إدارة فريق الشيفات والمساعدين. مراقبة التكلفة وجودة المواد الخام ويُعتبر الشيف العمومي في بعض الفنادق نجمًا لامعًا، يشارك في الفعاليات والمهرجانات ويُعد وجهًا للمكانكما يعد الشيف التنفيذي المساعد (Sous Chef) اليد اليمنى للشيف العمومي. يتولى الإدارة اليومية للمطبخ ويغطي غيابه. يتابع:وتنفيذ خطط العمل اليومية وتنسيق العمل بين أقسام الحلويات، الساخن، والبارد. وتدريب الشيفات الجدد وشيف المطبخ الساخن (Hot Kitchen Chef) ومسؤول عن طهي الأطباق الرئيسية مثل اللحوم، الطيور، الأسماك، والأرز. يشمل مهامه:الإعداد الحراري الدقيق للأطباق. والعمل تحت ضغط الوقت خاصة في البوفيهات والمناسبات.والتنسيق مع قسم الخدمة لتقديم الأطباق في وقتها والشيف الشرقي (Oriental Chef) ومتخصص في المأكولات الشرقية مثل الطواجن، المشويات، المحاشي، والفتة. يعمل غالبًا بجانب "الشيف البدوي" في بعض الفنادق التي تقدم تجارب محلية، ويحرص على:والحفاظ على النكهات الأصلية.وتحضير العيش البلدي والمخبوزات الشرقية و شيف الحلواني (Pastry Chef) وهو الساحر خلف الكواليس الذي يصنع الكيك والحلويات الغربية والشرقية. يعمل في صمت لكنه يُبهر النزلاء يوميًا بـالتورتات والجاتوهات.والحلويات الشرقية مثل الكنافة والبسبوسة.والمخبوزات والمعجنات في الإفطار و شيف السلاطات والبارد (Cold Kitchen Chef) ويُعد السلطات، المقبلات الباردة، التزيين، والبوفيه المفتوح، ومن مهامه وتقديم الطعام بشكل فني يجذب النظر.تحضير ساندويتشات ومقبلات لحفلات الكوكتيل والتعامل مع مكونات دقيقة مثل اللحوم المدخنة والأسماك المملحة.و شيف المخبوزات (Bakery Chef) ويختص في الخبز بأنواعه، سواء البلدي، الفينو، أو الكرواسون. يبدأ عمله في ساعات الفجر الأولى وكل شيف يعمل ضمن خطة منسقة تبدأ من إعداد الـ mise en place صباحًا وحتى الخدمة المسائية، ضمن جدول دقيق لا يقبل الخطأ.
واكد محمد عبدالصبور مدير احدي القري السياحية بالغردقة ان مطابخ الفنادق بالغردقة، يعمل الشيف المصري إلى جانب الإيطالي، الروسي، الفلبيني، المغربي، والفرنسي. هذا التنوع خلق مطابخًا عالمية تستهدف إرضاء جميع أذواق السياح، من البيتزا والباستا إلى السوشي، ومن الطواجن إلى الحلويات الفرنسية وبعض فنادق الغردقة تنظم مهرجانات تذوق ومسابقات للطهي المباشر، يُشارك فيها الشيفات بعروضهم أمام النزلاء. وتحول بعض الشيفات إلى نجوم على "السوشيال ميديا"، يقدمون وصفات ويشاركون كواليس المطبخ يوميًا ويعمل الشيف من 8 إلى 12 ساعة يوميًا، في حرارة وضغط. لكنه يتمتع بمهارات عالية مثل:والنظافة الشخصية الصارمة.والقدرة على التنظيم والتركيز. والابتكار في الطهي والتقديم. والسرعة والدقة خاصة في المواسم السياحية.
وفي النهاية فان الشيف ليس مجرد طاهٍ، بل فنان ومهندس وقيادي وفي الفنادق والقري السياحية بالغردقة، يمثل الشيف العمومي أحد أضلاع النجاح السياحي، وعبر فريقه من الشيفات المتنوعين يقدم للضيوف تجربة لا تُنسى، تبدأ من طعم اللقمة وتنتهي بابتسامة الرضا.




