”مخلفات البلاستيك” تهدد شواطئ مرسى علم وجمعيات حماية البيئة تنظم حملات تنظيف

تحولت شواطئ مرسى علم، إحدى أبرز الوجهات البيئية والسياحية على البحر الأحمر، إلى ساحة مواجهة مفتوحة مع خطر متصاعد يتمثل في مخلفات البلاستيك، التي باتت تشكل تهديدًا مباشرًا للحياة البحرية والتنوع البيولوجي في المنطقة. ومع تزايد أعداد الزوار والسفن السياحية، ارتفعت المخاوف من تراكم العبوات والأكياس البلاستيكيةعلي الشواطئ، ما استدعى تحركًا واسعًا من المجتمع المدني والعاملين في مجال جمعيات حماية البيئة البحرية
وشهدت شواطئ مرسى علم خلال الايام الماضية حملة تنظيف واسعة نفذتها جمعية المحافظة على بيئة البحر الأحمر، ضمن مبادرة "شواطئ خالية من البلاستيك" وشارك في الحملة عدد من المتطوعين من مختلف الأعمار، بالإضافة إلى غواصين وأعضاء من جمعيات بيئية بهدف إزالة وجمع النفايات وتوعية الزوار بأهمية حماية الشاطئ والحياة البحرية ورفعت الحملة شعار "معًا نحمي هذا الجمال الطبيعي" في إشارة إلى أهمية المشاركة المجتمعية والوعي البيئي، لضمان بقاء الشواطئ نظيفة وآمنة للأجيال القادمة، وحماية الثروات الطبيعية التي تعد العمود الفقري لاقتصاد السياحة في مرسى علم وسائر مناطق البحر الأحمر.
واكد الدكتور محمود حنفي المستشار البيئي للبحر الأحمر أن التهاون في جمع المخلفات البلاستيكية يهدد الأسماك، والشعاب المرجانية، والدلافين، والسلاحف البحرية، وهي من أبرز مقومات السياحة البيئية في المنطقة.وشدد حنفي على أن مخلفات البلاستيك باتت تمثل الخطر الأكبر على الشعاب المرجانية والثدييات البحرية، داعيًا إلى استمرار حملات التوعية وتنظيم حملات نظافة بشكل منتظم، مؤكدًا أن منطقة مرسى علم تعد من أغنى المناطق بالتنوع البيولوجي على مستوى البحر الأحمر. وحذر حنفي من أن البلاستيك أحادي الاستخدام أصبح كارثة بيئية، داعيًا إلى تفعيل قرارات حظر استخدامه، لا سيما في المناطق الساحلية، وتبني استراتيجيات وطنية للحد من التلوث البلاستيكي في القطاع السياحي.
فيما دعا الخبراء والمشاركون في الحملة إلى عدد من الحلول العملية والمستدامة، منها إلزام المنشآت السياحية بتطبيق أنظمة فرز النفايات وإعادة التدوير وتوفير بدائل صديقة للبيئة لعبوات المياه وأدوات الطعام المستخدمة على المراكب واللنشات ونشر صناديق ذكية لجمع المخلفات مع تعليمات توعوية بعدة لغات وتحفيز الزائرين على المشاركة في حماية البيئة عبر برامج ترفيهية وتطوعية وإطلاق حملات إعلامية وتربوية لتعزيز ثقافة "السياحة النظيفة".
كما دعا خبراء البيئة البحرية إلى تعزيز التعاون بين الوزارات المعنية ومحافظة البحر الأحمر والقطاع السياحي، لتطبيق آليات رقابة صارمة ومتابعة مستمرة تضمن الحد من التلوث والحفاظ على جاذبية الشواطئ المصرية ووقف انتشار المخلفات البلاستيكية






