”فرشة الشعور”.. موسم الصيد يحوّل البحر الأحمر إلى احتفال سنوي

موسم "فرشة الشعور" ليست مجرد موسم صيد عادي لدي صيادي البحر الاحمر، بل هي رحلة ممتدة منذ عشرات السنين وهي مليئة بالمغامرة، والتحدي والتواصل الفريد مع البحر وبين أمواج البحر وأسراب اسماك الشعور يبقى هذا الموسم حدثًا استثنائيًا ينتظره الجميع بالبحر الاحمر بعد وصول سعر الكيلو لنحو 400 جنيها حيث لا يكون البحر مجرد مساحة زرقاء، بل قصة تُروى كل عام من جديد فقبل موعدها السنوي المعتاد بأسابيع،
وخلال الايام الماضية شهدت المناطق الجنوبية للبحر الأحمر في حلايب وشلاتين وأبو رماد ظهور الأسراب الأولى لبدء موسم فرشة أسماك الشعور، بينما تبدأ الاستعدادات في مدن سفاجا والقصير والغردقة عمليات تجهيز اللنشات والطعوم واتخاذ الإجراءات اللازمة لبدء هذا الموسم الاستثنائي حيث يُعرف موسم فرشة الشعور بأنه "عيد الصيادين"، حيث تتحرك أسراب من أسماك الشعور من سواحل البحر الأحمر الجنوبية في الشلاتين وحماطة، لتتجمع في مياه الغردقة حتى رأس غارب بالملايين، بأحجام تتراوح بين 2 كيلو و12 كيلو للسمكة الواحدة. وتعد أشهر مناطق صيد أسماك الشعور في البحر الأحمر حيث تتوزع مواقع تجمع أسماك الشعور على عدة مناطق تمتد من الجنوب إلى الشمال، وأشهرها جزر أبورمادة وأم قمعر والشبرور وكارلوس والعرق الصغير ومناطق جبل الزيت وجمشة شمال الغردقة
واكد الحاج جلال ابوالوفا المدير السابق لهيئة الثروة السمكية بالبحر الاحمر انهةخلال هذه الرحلة لايماك الشعور ، تلقي الأسماك بويضاتها وبطارخها، وبعدها تبدأ في التغذية بكثافة، مما يجعلها صيدًا مثاليًا لهواة الصيد وان أفضل أوقات الصيد تكون خلال الليالي القمرية من اليوم 13 إلى 22 من الشهر العربي القمري،حيث تكون الأسماك أكثر نشاطًا، ويصبح البحر أكثر وضوحًا للصيادين ومع اقتراب موسم الشعور، يبدأ الصيادون في الاتفاق علي تأجير اللنشات البحرية وشراء الطعوم المناسبة، مثل السبيط والكاليماري، استعدادًا للرحلات الطويلة داخل البحر.
واوضح ابوالوفا ان موسم فرسة الشعور يعد فرصة ذهبية ليس فقط للصيادين من ابناء البحر الاحمر، ولكن أيضًا لهواة الصيد، الذين يستأجرون لنشات بحرية لقضاء ليالٍ كاملة في عرض البحر، وسط أجواء مميزة من المغامرة والاستكشاف حيث تختلف تكلفة تأجير اللنشات حسب حجمها وتجهيزاتها، حيث تتراوح الأسعار بين ٤ الي ٥ الاف جنيه لليلة الواحدة، ويتم تقسيم حصيلة الصيد بين المشاركين بالتساوي، ما يجعل التجربة ممتعة ومجزية في الوقت نفسه.
واكد احمد حامد أحد كبار الصيادين بالغردقة انه مع وصول سعر كيلو الشعور إلى ٤٠٠ جنيهًا، أصبح الصيد خلال موسم فرشة الشعور خيارًا اقتصاديًا لكثير من المواطنين، الذين انضموا إلى رحلات الصيد ليس فقط من أجل المتعة، ولكن لتوفير احتياجاتهم الغذائية بأسعار أقل من السوق.
ورغم الحماس الكبير لموسم الصيد، فإن محميات البحر الأحمر وهيئة الثروة السمكية تتابع الوضع لضمان عدم الإضرار بالمخزون السمكي، خاصة أن أسماك الشعور تلقي بويضاتها خلال هذه الفترة.وتقوم دوريات بحرية مفاجئة بمراقبة مناطق الصيد، والتأكد من عدم صيد الأسماك المحمّلة بالبطارخ، بهدف الحفاظ على استمرارية هذا النوع المهم من الأسماك.