• الرئيسية
• التقارير والحوارات

واصلت وزارة الموارد المائية والري تنفيذ مشروع حيوي لحماية ديري الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس اللذين يقعان في قلب صحراء البحر الأحمر حيث يُعد المشروع خطوة هامة في تعزيز البنية التحتية لهذه المنطقة لضمان سلامة هذه المواقع التاريخية التي تمثل جزءاً مهماً من السياحة الدينية في مصر وذلك في إطار جهود الدولة لحماية المواقع الأثرية من مخاطر السيول المفاجئة

ويهدف المشروع بشكل رئيسي إلى حماية الأديرة القبطية الأثرية والتاريخية في منطقة وادي عربة بمطقتي الزعفرانة وراس غارب من تأثيرات السيول المفاجئة التي قد تهدد هذه المواقع التاريخية، والتي تقع في بيئة جبلية وعرة. كما يسعى المشروع إلى تقوية البنية التحتية في المنطقة عبر إنشاء عدد من المنشآت الهيدروليكية التي تهدف إلى تصريف مياه الأمطار والسيول بشكل فعال.

ويتضمن المشروع إنشاء عدد من المنشآت الهيدروليكية الهامة مثل الحواجز الترابية والبحيرات الصناعية التي تساعد في تحويل مسار مياه السيول بعيدا عن الأديرة والمناطق المحيطة بها. وفي موقع دير الأنبا بولا بطريق غارب/ الزعفرانة يتم إنشاء 5 بحيرات صناعية، إلى جانب 8 حواجز ترابية وقناة صناعية تهدف لحماية الدير من السيول.

واكد اللوا ممدوح نديم رئيس مدينة راس غارب ان الأعمال الخاصة بحماية دير الأنبا أنطونيوس التاريخي، الذي يقع على طريق الزعفرانة/ الكريمات تدبيش حواجز التوجيه القائمة وتطهير 4 بحيرات صناعية لضمان تصريف مياه السيول بشكل فعال واضاف نديم أن السيول تسببت في خسائر كبيرة في منطقة دير الأنبا بولا في السنوات السابقة، حيث تضررت الطرق وشبكات الكهرباء بشكل كبير، مما شكل تهديداً مباشراً للأديرة والمنطقة المحيطة بها. كما أسفرت سيول عام 2022 عن تدمير بعض الطرق وتعطيل شبكة الكهرباء، مما تسبب في انقطاع الاتصالات وتعطل الخدمات الأساسية مثل المخابز وان المشروع لا يقتصر فقط على إنشاء الحواجز والبحيرات، بل يشمل تحسين الأنظمة اللوجستية في المنطقة، بما في ذلك رفع قدرة شبكات الصرف والتصريف. من المتوقع أن يُحدث هذا المشروع تحولاً كبيراً في كيفية التعامل مع السيول في المناطق الجبلية والصحراوية، ما سيسهم في حماية المواقع الأثرية والحفاظ عليها للأجيال القادمة.

ويُعتبر هذا المشروع خطوة هامة في حماية المواقع التاريخية والآثرية في مصر من مخاطر السيول المفاجئة. يتوقع أن يؤدي إلى الحفاظ على ديري الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس، وهما من أبرز معالم السياحة الدينية في البلاد، فضلاً عن تقليل المخاطر البيئية على سكان المنطقة.

ويُعد دير الأنبا بولا من أقدم الأديرة القبطية في الصحراء الشرقية، وهو من أبرز المعالم الدينية في مصر. يقع دير الأنبا بولا جنوب دير الأنبا أنطونيوس، ويُعد واحداً من أكثر الأديرة زيارة من قبل الأقباط خلال الأعياد الدينية مثل عيد الميلاد، حيث يتوافد إليه آلاف الزوار من مختلف المدن والمحافظات المصرية، بالإضافة إلى الرحلات السياحية الأجنبية ودير الأنبا أنطونيوس هو الآخر يعد من أقدم الأديرة في العالم، وهو مقصد مهم للأقباط في مختلف المناسبات والاحتفالات الدينية.