قافلة الأوقاف الدعوية تنشر النور والعطاء في ”شلاتين”

في مشهد يعكس روح الدولة الحاضرة في عمقها الجغرافي والإنساني، بدات القافلة الدعوية المشتركة لوزارة الأوقاف فعالياتها بمدينة شلاتين، حاملة معها خطابًا دينيًا وسطيًا، ونفحات روحانية، ولمسات إنسانية تمس القلوب والعقول، وتُجسد معنى التلاحم الوطني في أبهى صوره.
انطلقت الفعاليات بزيارة وفد القافلة إلى جمعية محميات البحر الأحمر، حيث اطّلع الأئمة والواعظات على جهود حماية البيئة البحرية الفريدة بالمنطقة، وأكدوا أن الحفاظ على البيئة ليس مجرد واجب وطني بل عبادة حث عليها الإسلام، مستشهدين بقول النبي ﷺ: "الإيمان بضع وسبعون شعبة... وأدناها إماطة الأذى عن الطريق". كما شدد الشيخ حسام بري، مدير إدارة الخطباء، على أن القافلة تمثل رسالة وفاء من الدولة لأبنائها في كل شبر من أرض مصر،
فيما أكدت الدكتورة مروة غزال، منسق عام الواعظات، أن للمرأة في المناطق الحدودية الحق في خطاب ديني متفهم وقريب من واقعها.
وتواصلت الرسالة الإنسانية بزيارة وحدة التخاطب التابعة للجمعية، حيث التقى الوفد بالقائمين على رعاية الأطفال من ذوي اضطرابات النطق، مشيدين بالجهد الكبير في خدمة هذه الفئة، ومؤكدين أن الرحمة كانت وما زالت جوهر الدعوة الإسلامية.
وانطلاقًا من التكامل بين العمل الدعوي والمجتمعي، زارت القافلة إدارة التضامن الاجتماعي، حيث تم تسليم المعونات الغذائية المقدمة من وزارة الأوقاف، في خطوة تُجسد معاني الدعم والتكافل، وتجعل من الدعوة حضورًا فعليًا في احتياجات الناس لا مجرد كلمات تُقال.
وبعد صلاة العصر، أقيم لقاء دعوي نسائي بمسجد الزهراء بمنطقة العمارات، حضرته سيدات المنطقة، حيث قدّمت الواعظات كلمات مؤثرة عن القيم الأسرية، وتربية الأبناء، والتقوى في مواجهة صعوبات الحياة. وقد عبرت النساء عن امتنانهن لهذه الفعالية التي لامست احتياجاتهن الدينية والإنسانية.
واختتمت القافلة فعالياتها بزيارة منطقة عزبة سر الختم، حيث عُقدت جلسات تربوية مع الأطفال والفتيات من حفظة القرآن داخل مسجد الإخلاص. وقدمت الواعظات رسائل تشجيع واحتواء، وأجبن على تساؤلات الفتيات بأسلوب يوازن بين التوجيه والرحمة، وبين فهم الواقع ومراعاة المرحلة العمرية.
وتضمن جدول اعمال القافلة الدعوية التي تنظمها وزارة الأوقاف بمدينة الشلاتين، تحت شعار "خدمة كتاب الله والعناية بنشره بين الناشئة"، قيام وفد القافلة بزيارة مميزة لمكتب تحفيظ "الإخلاص" بمسجد الإخلاص، في خطوة تجسد التلاحم بين العمل الدعوي والتربوي، وتؤكد أن غرس القيم القرآنية في النشء هو حجر الأساس لبناء مستقبل الوطن واستهل أعضاء القافلة زيارتهم بجولة داخل الحلقات القرآنية، حيث استمعوا إلى نماذج من تلاوات الطلاب، واطّلعوا على سير عملية التحفيظ والتأهيل داخل المكتب. وقد أبدى الوفد إعجابه الشديد بمستوى الحفظ، وجودة التلاوة، والانضباط الملحوظ بين الطلاب، مشددين على أن هذا النموذج هو أصدق تعبير عن نجاح الجهود التربوية والدعوية في المناطق الحدودية.
وأكد مسؤولو القافلة أن العناية بحلقات تحفيظ القرآن الكريم تمثل ركيزة أساسية في المشروع الدعوي المتكامل الذي تنتهجه وزارة الأوقاف، وأن مكاتب التحفيظ تعد حصونًا تربوية تحمي عقول النشء وتغذي أرواحهم بقيم السماء، وتُعدّهم ليكونوا طاقات إيجابية في خدمة الدين والوطن.
وفي لفتة تحفيزية مميزة، تم خلال الزيارة توزيع نُسخ من "جزء عمّ" وعدد من المجلات التربوية والتعليمية على الطلاب المتفوقين، وذلك تشجيعًا لهم على المضي في طريق الحفظ والإتقان، وتحفيزًا لبقية زملائهم لبذل مزيد من الجهد والمثابرة.
واختُتمت الزيارة برفع الأكف بالدعاء أن يبارك الله في هذه الجهود، وأن يجعل القرآن العظيم ربيعًا للقلوب، ونورًا للصدور، وهاديًا للأبناء في دروب الحياة، وأن تظل مصر دائمًا منارة للقرآن وحاملة لرسالته الخالدة.
وتأتي هذه الزيارة في سياق رسالة القافلة الدعوية إلى مدينة الشلاتين، والتي تهدف إلى دمج العمل الديني بالمجتمعي والتربوي، ونشر الفكر الوسطي الصحيح، ودعم المبادرات القرآنية التي تصنع الفرق الحقيقي في حياة الأفراد والمجتمعات.
واكد مسؤولو القافلة الدعوية للأئمة والواعظات أن الدعوة الصادقة لا تعرف حدودًا، وأن الوطن كله يستحق أن يُضاء بنور العلم والدين والرحمة، وأن الكلمة الطيبة حين تُقرن بالفعل، تُصبح طريقًا حقيقيًا لبناء الإنسان والمجتمع.



