محافظة البحر الأحمر تواجه التسرب المدرسي وفحص سلامة المدارس ودعم المتفوقين والمتعثرين

وجه اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر تعليمات مشددة إلى الأجهزة المعنية بقطاع التربية والتعليم داخل المحافظة، بضرورة التحرك الفوري والفعّال للتصدي لمشكلة التسرب المدرسي، والعمل على توفير بيئة تعليمية آمنة ومحفزة للطلاب في مختلف المراحل.
وأكد المحافظ على أن التعليم يمثل الركيزة الأساسية في بناء الإنسان، ولا يمكن تحقيق أي تنمية حقيقية أو مستقبل مستقر دون تعليم جيد وعادل، ولهذا شدد على ضرورة حصر دقيق وشامل لأعداد الطلاب المتسربين من التعليم في جميع الإدارات التعليمية، مع تحديد الأسباب الاجتماعية أو الاقتصادية أو النفسية التي أدت إلى انقطاعهم عن الدراسة، وذلك تمهيدًا لاتخاذ إجراءات سريعة لإعادتهم إلى مقاعد الدراسة.
كما وجّه المحافظ بضرورة إعداد قاعدة بيانات دقيقة محدثة حول حالات التسرب، والاستفادة من دور الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في المدارس لرصد المشكلات التي تواجه هؤلاء الطلاب، والعمل على تقديم حلول واقعية تراعي الظروف الإنسانية للأسر، بالتعاون مع الجهات التنفيذية ومؤسسات المجتمع المدني، وتفعيل برامج الدعم المالي والاجتماعي للعائلات الأكثر احتياجًا.
وفي ذات السياق، أصدر المحافظ تعليماته بسرعة التنسيق مع هيئة الأبنية التعليمية ومديرية التربية والتعليم للقيام بحملات مرور شاملة على جميع المدارس بمختلف المدن والقرى والتجمعات، للتأكد من سلامة المباني، ودورات المياه، وشبكات الكهرباء، ووسائل الأمان والسلامة، خاصة مع قرب بدء العام الدراسي الجديد، أو خلال العام الدراسي في حالات الطوارئ.
وأكد المحافظ على ضرورة رصد أي مشكلات إنشائية أو بنية تحتية أو أعطال في التوصيلات الكهربائية أو نقص في المرافق الصحية، وسرعة التعامل معها بالتنسيق مع الإدارات المختصة، مشددًا على أنه "لا تعليم جيد في بيئة متهالكة أو غير آمنة، ولا بد من خلق مناخ صحي يليق بالطلاب والمعلمين".
وفي جانب آخر، وجّه اللواء عمرو حنفي بضرورة تعزيز الاهتمام بالطلاب المتفوقين وتشجيعهم من خلال برامج تحفيزية وجوائز رمزية ومعنوية، وتنظيم لقاءات دورية معهم لعرض نماذج النجاح والإبداع أمام زملائهم، لترسيخ ثقافة التميز والاجتهاد في نفوس الطلاب منذ الصغر.
ضرورة مساندة الطلاب المتعثرين دراسيًا، من خلال برامج الدعم الأكاديمي داخل المدارس، وتنظيم مجموعات تقوية مجانية أو بتكلفة رمزية، مع إعطاء اهتمام خاص للطلاب الذين يواجهون صعوبات في المواد الأساسية، وتوفير معلمين أكفاء ومؤهلين للتعامل معهم، بهدف تقليل معدلات الرسوب والانسحاب من التعليم.
وأكد المحافظ على أن العملية التعليمية لا تكتمل دون تفعيل دور ولي الأمر والمجتمع المحلي، داعيًا إلى زيادة التعاون بين المدارس وأولياء الأمور، وتكثيف الندوات التوعوية التي تعرّف الأسر بخطورة التسرب الدراسي، وكيفية متابعة الأبناء في المنزل، ومراقبة سلوكهم ومستواهم التعليمي.
كما شدد على أن المحافظة لن تتهاون مع أي تقصير في أداء المسؤولين داخل المنظومة التعليمية، سواء من جانب الإدارات التعليمية أو المدارس أو الوحدات المحلية، داعيًا الجميع إلى التكاتف لتحقيق رؤية الدولة في بناء جيل واعٍ ومتعلم، قادر على مواجهة تحديات المستقبل.